ما تزال بعض أنواع الماعز تعيش حياة برية في العديد من أنحاء العالم ، و توجد غالبا" في الجبال والمناطق الجافة على الرغم من أنها دجنت منذ أقدم العصور.
الماعز حيوانات قوية قابلة للتكيف ، ترعى أوراق النبات أكثر من العشب (تستمتع أكثر بقضم الشجيرات و الأشجار ) لذلك فهي قادرة على التكيف في الأجواء المقفرة حيث يكون العشب متوفرا" فقط لفترات قصيرة، ولقد ارتبط وجود الماعز بالمناطق القاحلة الجافة في العالم و هناك العديد ممن يلقون عليها باللوم لتسببها بأضرار بيئية .
تعرف الماعز عادة" بأنها بقرة الفقير . فإذا تم الاعتناء بها و إطعامها بشكلٍ جيد فإن الأنثى منها تنتج يوميا" ليترا" أو أكثر من الحليب ذي النوعية الجيدة إضافة" للجداء التي تسمن من أجل اللحم ،و بعض الأنواع منها تنتج شعرا" عالي الجودة أو أليافا" كالنوع الكشميري .
على أية حال فإن تربيتها بشكلٍ سيئ و السماح لها بالتجوال ضمن قطعان كبيرة سيؤدي إلى تدمير الغطاء النباتي الطبيعي مما يوقف استمرارية استعادة الغابات لبنيتها معرية بذلك الأراضي مما يؤدي إلى انتشار ظواهر القحل و التصحر .
لذلك من الأفضل تربية واحدة أو اثنتين من الماعز فقط، و إطعامها بشكلٍ جيد ضمن بيئة مراقبة و ذلك أفضل من تربيتها في مجموعات تكاد تموت جوعا"، و تعطي القليل من الحليب أو اللحم، و تلتهم كل نباتٍ نامٍ .
و هناك عدة طرق لمساعدة ماعزك على تحسين أدائها :
1- قدم علفا" ذا نوعيةٍ مفضلة ، و يتضمن المركزات المرتفعة الثمن و التي ستحسن الإنتاج لمدةٍ طويلة .
2- اختيار السلالات، و هذا أمر هام حيث يمكن للسلالة الجيدة أن تكون مصنعا" صغيرا" للحليب.
3- تحسين المأوى -لحماية الماعز من العناصر الجوية التي لا تحبها، و في الوقت نفسه فهي لا تنتج جيدا" في الظروف الجوية العاصفة .
4- ضع مركز تغذية للماعز الفتية، بحيث لا تستطيع الماعز البالغة الوصول إليه . مما يؤكد الحد الأقصى الممكن للنمو لهذه الحيوانات الفتية.
5- تأكد من أن الماعز تتمتع بالصحة وأنها ملقحة بشكل كامل ضد الأمراض .
• السلالات:
السلالات المنتجة للألبان تكون أكثر،وهي أقل قدرة على الاحتمال مثل (السعانين و توغن برغ و ألبين ) وقد أتت هذه أصلا" من أوربة و غالبا" من سويسرا . وإذا تم الاعتناء بها بشكلٍ جيد فإن الماعز التي تربى من أجل حليبها بشكل خاص تستطيع إنتاج ثلاثة أو أربعة ليترات من الحليب يوميا"، و الأنواع الأصيلة من هذه السلالة التي تعطي حليبا" بكميات كبيرة ثمينة . وتتحدر معظم الماعز في شمال أفريقيا و الشرق الأوسط من النموذج النوبي ذي الآذان المسترخية ،الملونة ، وحجمها أصغر و أكثر قدرة على الاحتمال من الأصيلة إلا أنها لا تعطي نفس الكمية من الحليب . على أية حال فإنه و حتى هذه الأنواع عندما تتم تغذيتها و العناية بها جيدا" فإنها تنتج كميات مقبولة من الحليب أما السلالات المحلية الشهيرة فأهمها الماعز الشامي الذي يتميز بكبر حجمه و غزارة إنتاجه . هذا و يفضل تهجين السلالات الجبلية مع سلالات منتجة لتحسين إنتاجيتها .
• المأوى :
على الرغم من أن الماعز حيوانات شديدة التحمل بطبيعتها إلا أنها لا تحب الأجواء الباردة الرطبة و الماعز المنتجة للحليب ستنجح أكثر إذا منحت المأوى المقاوم للماء شتاء" ، و الملجأ الصيفي الذي يقيها حر الشمس و هي لا ترتاح في النوم على أرض رطبة أو قذرة و تفضل النوم بعيدا" عن الأرض. كما يجب أن تزود الأرض الخشبية أو الرف بفراش واسع من القش الطازج النظيف و بشكلٍ منتظم .
إن مأوى" بسيطا" أبعاده ( 1× 1.5 ) مترا" ذا تهوية جيدة، و مقاوما" للماء يلائم معزاة واحدة. و لكن إذا تمت تربية العديد منها فيجب أن تكون هناك وسائل لفصلها عن بعضها من وقتٍ لآخر .
• التغذية :
إن إعطاء الماعز العشب فقط لا يعتبر كافيا" . فّإذا كانت الأنثى حاملا" أو تحلب بوفرة فيجب أن تقدم لها عليقة إضافية من الشعير أو الشوفان مع بعض الذرة المقشورة ( إن أمكن )و بعض النخالة، كما أن بعض الأعلاف البروتينية كالصويا و بذر الكتان أو بذور عباد الشمس على الرغم من ارتفاع ثمنها فإنها تساعد على إعطاء كميات كبيرة من الحليب.
إذا تم إعطاء الماعز علفا" جيدا" سواء عن طريق الرعي المباشر أو على شكل قش أو تبن أو علف أخضر فإن معزاة ذات حجم جيد تعطي كمية جيدة من الحليب تحتاج ما بين 0.5 - 1 كغ يوميا" من مزيج الحبوب و النخالة و ذلك حسب حجمها و كمية الحليب التي تعطيها .
يجب أن يتم توفير الماء الطازج النظيف في كل الأوقات ،و من المفيد وجود معلف معدني لمنع الدلو أو الوعاء من الانقلاب .
• التكاثر :
يجب ألا يتم تزاوج أنثى الماعز قبل عمر الثامنة عشر شهرا" إذ إن ذلك يؤدي إلى إعاقة نموها و تطورها المستقبلي .
وتظهر معظم الإناث عندما تكون في مرحلة الشبق قلقة و متوترة و تصيح غالبا" بصوتٍ لا ينقطع محاولة" الهرب، و يجب أن يقدم لها بعناية ذكرا" ذا صفات جيدة، و إذا لم يتم ذلك في المرة الأولى فإنها ستعود إلى مرحلة الشبق بعد واحد و عشرين يوما" تقريبا" . يدوم الحمل مدة (150) يوما" [ المعدل بين145 - 155يوما" ] ويجب أن تزاد كمية الطعام و تحسن نوعيته بالتدريج خلال الشهر الأخير و يولد عادة ما بين (1 - 3 )جداء و من الضروري أن يرضع هؤلاء حليب اللبأ (السرسوب) الذي تنتجه الأم في الأيام الأولى من الولادة ، إذ إنه يحوي أجساما" مضادة للأمراض و كميات إضافية من الطاقة و الملينات .
يمكن أن تربى الجداء بالاعتماد على حليب صناعي أو أن تتم السيطرة على رضاعتها. فمثلا" إذا تم فصل الأم عن الصغار ليلا" فمن الممكن أن تأخذ ليترا" من الحليب أو نحو ذلك في الصباح و ذلك قبل السماح للصغار بالرضاعة نهارا" .
• الصحة العامة :
يجب الأخذ بالقواعد الصحية الجيدة أثناء الحلابة ،كما يجب أن يكون الضرع نظيفا" و كذلك الأوعية و القدور المستعملة و يساعد وجود منصة خشبية في الحفاظ على النظافة و يريح ظهر الحلاب .
• الأمراض :
الماعز بطبيعتها قوية و شديدة التحمل للمرض لكن يجب الانتباه من الأمراض التالية :
الأمراض المطثية :و هنا يمكن الحصول على اللقاحات من الطبيب البيطري لمنعها .
التهاب الضرع :
الأعراض :
تكون الماعز أثناء مشيها متباعدة الأطراف لئلا تلمس الضرع .
قد يتغير لون الحليب .
يبدو الضرع قاسيا" أحمر و حار الملمس .
السبب : يكون السبب غالبا" ناجما" عن جرح أو أذية .
اطلب المشورة من الطبيب البيطري و كذلك المضادات الحيوية اللازمة وقم بحلابتها في فترات متقاربة لمنع الضغط الناجم عن تجمع الحليب .
و تجنبا" لانتشار المرض نظف باقي المنطقة بشكل جيد و حاول دائما" معالجة الحيوان المريض و إذا لم ينجح العلاج يجب التخلص من الحيوان كما يجب هنا عزل الحيوانات المريضة عن باقي القطيع و حلبها بشكلٍ مستقل و التخلص الصحي من حليبها كي لا تتم عدوى باقي الحيوانات.
الطفيليات :
إن الديدان التي تلتقطها الماعز من المرعى تتطور في معدتها و أمعائها بسرعة و خاصة في الربيع حيث يكون النمو النباتي سريعا" و يجب أن تعالج الماعز بانتظام بطاردات الديدان المناسبة .
الجرب :
و هو مرض جلدي معد سببه كائنات صغيرة جدا" لا ترى بالعين المجردة تختبئ في طبقات الجلد و تمضي فيها دورة حياتها .
1- الجرب الصدافي PSORIATIC
الأعراض : يغزو هذا النوع من الجرب عادة" الأذنين و لكنه ينتشر أحيانا" إلى الرأس و الرقبة و الجسم مسببا" تهيجا" شديدا".
العلاج :يجب معالجة الماعز بتغطيسها أو ببخها بمركبات تحتوي coumaphos (0.3=co-Ral ) أو أي مركب مضاد للجرب متوفر في السوق .
2- الجرب الدويدي demodectic mange :
الأعراض : تغزوهامات الجرب الجريبات والغدد الدهنية مسببة" تساقط الشعر و الخراجات. و تصاب عادة" الرقبة من الأسفل و الأطراف الأمامية و الكتفين لكن من الممكن أن ينتشر بشكلٍ واسع مما يؤثر في نوعية جلد الحيوان.
العلاج : يعالج بمضادات الجرب المناسبة .
الطفيليات الداخلية :
و تشكل مشكلة" كبيرة عند الماعز و غالبا" ما تسبب فقر الدم ، و يمكن مشاهدة معظم أنواع الديدان في روث الحيوان المصاب بالعين المجردة .
الأعراض : شعر قاس ، و قشرة في الرأس، مع فقر دم و إسهال و فقدان شهية ، وانخفاض في إنتاج الحليب ، و يصبح الحيوان أكثر عرضة للإصابة بالأمراض .
العلاج : الأدوية المتوفرة لدى الأطباء البيطريين أو الصيادلة و عند معالجة الماعز للتخلص من الطفيليات يجب معالجة القطيع بأكمله .
الكوكسيديا :
مرض معوي يصيب الحيوانات الفتية تسببه الحيوانات الأولية و يعتبر الجداء الذين يولدون في الربيع هم الأكثر عرضة" للإصابة و تظهر الأعراض السريرية لديهم بعد (4-8 ) أسابيع من التعرض للعدوى .
الأعراض : ضعف و فقدان شهية، و فقدان في الوزن وإسهال مائي ( ذو لون رمادي مائل للخضرة أحيانا" ) مع دم و تجفاف و شعر قاس و فقر دم و موت مفاجئ .
العلاج :
قم بعزل الحيوانات المصابة حديثا"، و قم بفصل الصغار عن الحيوانات البالغة و ضع الحيوانات في مرعى نظيف و راجع الطبيب البيطري.
النفاخ :
أعراضه: تجمع الغازات في المعدة، و السبب تغير في النظام الغذائي، أو تناول الكثير من العلف الأخضر الرطب .
العلاج : ملعقة طعام من بودرة بيكربونات الصودا الجافة مضافا" إليها 50 غراما" من سائل زيت البارافين بعد حوالي 15 دقيقة و يجب إبقاء الماعز في حالة الحركة .
الحمى القلاعية ( الطباق) :
سببه فيروس.
الأعراض و تتضمن الخمول والحمى و ظهور قلاعات صغيرة على الفم و اللسان و التي تتفتح و تترك مكانها ندبات صغيرة و تظهر القلاعات الصغيرة أيضا" بين الأصابع و في القدم وتتحول هذه المناطق لتصبح شاحبة اللون و من ثم تتقشر تاركة" تآكلا" و تقرحات في مكانها بين الأظلاف.و لا تستطيع الحيوانات المصابة أن تأكل و قد لا تستطيع البقاء واقفة.
العلاج : لا يوجد .
العناية بالظلف :
يجب العناية بالأظلاف مرة شهريا" و بشكلٍ خاص إذا كانت الماعز تربى في أراضٍ طرية و قد تسبب الأظلاف غير المقلمة عرجا" شديدا" .
قم بتقليم جدار الظلف بحيث يصبح موازيا" للتاج و لا يلتف فوق الأخمص و قد يحتاج الكعب اللين أن تقوم بتقصيره تجنبا" .قلم دائما" من الكعب نحو الإصبع ، و يجب الانتباه للقيام بتقليم كلا الإصبعين بحيث تكونان حين توضع القدم على الأرض متساويتين في الطول .
الذبح الرحيم من أجل اللحم :
التعامل مع الحيوان :
أبعد الطعام - التبن و الحبوب - لمدة 24 ساعة التي تسبق الذبح .
قدم للحيوان ماء" وافرا" ليشرب .
ضع الحيوانات في مكان نظيف مفروش بفرشة جيدة .
لا تقم بإثارة الحيوان قبل ذبحه ولا تشده من جلده أو تضربه بعصا إذ أن ذلك يؤدي لإصابة اللحم بكدمات مما يسرع في عملية فساده . قم بحفظ اللحم في الثلاجة بأسرع ما يمكن أو احفظه بالملح أو بطريقة التجفيف .
*الذبــح :
قم بتقييد الحيوان بشكلٍ آمن .
قم بعملية الذبح بشكلٍ سريع و رحيم و بسكين حادة حتى لا يتعذب الحيوان و يعاني من آلام الذبح.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق